كم باباً فتحت؟؟؟!
إن من لا يملك المفتاح لا يستطيع فتح أي باب,
أعني بالمفتاح الإحساس بالمسؤولية و النية الصادقة لفعل الخير للناس بدون مقابل, فكلمة شكراً
كم باباً فتحت؟؟؟!
إن من لا يملك المفتاح لا يستطيع فتح أي باب,
أعني بالمفتاح الإحساس بالمسؤولية و النية الصادقة لفعل الخير للناس بدون مقابل, فكلمة شكراً تعني الكثير
كم باباً فتحت؟
عبدالله المغلوث
دون أن أقصد تسببت في جريمة بأمريكا!!.. فلم أفتح الباب لسيدة كبيرة في السن كانت تسير خلفي و أنا أهم بالخروج من باب مجمع تجاري. ارتطمت السيدة بالباب و تعثرت و تبعثرت أغراضها على الأرض دون أن تصاب بأي أذى. لكن و من خلال محاولتي مساعدتها في جمع أشلاء أكياسها سألني رجل أمن أن أرافقه إلى مكتب الإدارة في المجمع بصوت عالٍ كالذي ينادي به اللصوص. ذهبت معه مردداً في نفسي: "اللهم لا أسألك رد القضاء و لكن أسألك اللطف فيه". و فور دخولي المكتب دار بيننا الحوار التالي و الذي بدأه بسؤال فظ: "هل لديك مشاعر؟". أجبته بإقتضاب: "بالتأكيد"، فرد و وجهه يفيض غضباً: "لماذا إذاً لم تفتح الباب للسيدة التي وراءك؟"، رددت عليه قائلاً: "لم أرها، فلا أملك عينين في مؤخرة رأسي"، فقال و هو يبحث عن قارورة ماءٍ أمامه ليطفئ النار التي تشتعل في أعماقه إثر إجابتي التي لم ترق له: "عندما تقود سيارتك يتوجب عليك أن تراقب من هو أمامك و من خلفك و عن شمالك و يمينك. فمن الأحرى أن تكون أكثر حرصاً عندما تقود قدميك في المرة المقبلة". شكرته على النصيحة، فأخلى سبيلي معتذراً عن قسوته، مؤكداً أن تصرفه نابع من واجبه تجاه أي شخص يبدر منه سلوكٌ يراه غير مناسب. خرجت من مكتبه و أنا أهطل عرقاً رغم أن درجة الحرارة كانت تحت الصفر وقتئذٍ في ولاية يوتاه بغرب أمريكا. كان درساً مهماً تعلمته في سنتي الأولى في أمريكا عام 2000. فأصبحت منذ ذلك الحين أفتح الأبواب لمن أمامي و خلفي و عن يميني و شمالي، و من فرط حرصي أمسكه لمن يلوح طيفه من بعيد في مشهد كوميدي تسيل على إثره الضحكات.
فتح الأبواب في المجمعات التجارية و المستشفيات و الجامعات يعد سلوكاً حضارياً يعكس ثقافةً تجيدها دول العالم الأول مما جعلها تقطن الصدارة، فيما نقبع في المؤخرة. لا أقصد فقط الأبواب الفعلية التي نعبرها في أماكننا العامة بل أيضاً الأبواب الافتراضية التي تقطننا و تشغلنا في يقظتنا و أحلامنا. باب الوظيفة و باب الترقية و باب الفرصة، هذه الأبواب التي يملك بعضنا مفاتيحها و مقابضها بيد أنها للأسف لا تفتح إلا لمن نحب و نهوى، لمن له منزلة في نفوسنا و قلوبنا، مما أدى إلى ارتطام و سقوط الكثير من الموهوبين، ممن لا حول لهم ولا قوة أمام هذه الأبواب متأثرين بجراحهم و معاناتهم،،، فأبوابنا موصدة و مغلقة إلا أمام قلةٍ قليلة لهم الحظوة و الشفاعة و ربما ليس لديهم أدنى الإمكانات للحصول على وظيفة معينة أو فرصة تتطلب مواصفات و معايير محددة.
في حفل تخرج صديقي من جامعة مانشستر ببريطانيا العام الماضي تأثرت بكلمة الخريجين التي ارتجلها طالب سوداني حصل على درجة الدكتوراه في الهندسة، سحرتني كلمته القصيرة التي قال فيها: "لن أفسد فرحتكم بكلمة طويلة مملة، سأختزلها في جملتين دكتور جون فرانك شكراً لأنك فتحت باب مكتبك و عقلك لي،،، هذا الباب هو الذي جعلني أصعد هذه المنصة اليوم و أزرع حقول الفرح في صدر جدتي مريم".
قطعاً، لا يرتبط السوداني صلاح كامل و أستاذه جون فرانك بوشائج قرابة و روابط دم، لكن الأخير آمن بمشروع طالبه فشرع له أبواباً طالما اصطدم بها في وطنه و عدد من الدول العربية، يقول صلاح و هو يدفع عربة جدته التي جاءت إلى بريطانيا خصيصاً لتتقاسم مع حفيدها الوحيد فرحته بالحصول على الشهادة الكبيرة: "الدكتور فرانك الوحيد الذي أصغى إلي، طفت دولاً عربية كثيرة و جامعات عديدة و لم أجد أذناً صاغية".
إن مجتمعاتنا العربية تحفل بالأنانية و حب الذات، فتكاتفنا و تعاوننا و فتح الأبواب لبعضنا البعض سيثمر نجاحاً غفيراً، يقول المفكر الفرنسي لاروشفوكو: "الأنانية كريح الصحراء.. إنها تجفف كل شيء".
ثمة حل واحد يقودنا لإفشاء الإبداع و إشاعة النجاح و هو نكران الذات و إعلاء محبة الإنسان عالياً و تطبيقه في كل معاملاتنا،،، و ليبدأ كلٌ منا بسؤال نفسه قبل أن يخلد إلى النوم:
"كم باباً فتحت اليوم"،،،
إجابتك تحدد إلى أين نتجه فماذا ننتظر من مجتمعاتٍ مغلقة لا تفتح الأبواب... لاشك أنها تركض وراء السراب؟
الجمعة يوليو 24, 2015 1:52 pm من طرف الياسري
» إلي بدو كود أية غنية من سيريتل أو mtn
الثلاثاء مايو 28, 2013 9:12 am من طرف khlil salam
» حل مسائل مبادئ محاسبة 1 ومحاسبة 2 ( من الألف إلى الياء )
الأربعاء أكتوبر 03, 2012 10:07 am من طرف زائرة
» دعم صفحة
الثلاثاء يوليو 10, 2012 12:59 am من طرف alraddawi
» حاصر حصارك....محمود درويش
الأحد أبريل 22, 2012 9:34 am من طرف انس علي الثلاج
» تحميلmanycam 2.6.602012 برنامج الكام الرهيب في عرض للكام والبث المباشر للجهازك وماوس
الإثنين أبريل 16, 2012 12:23 pm من طرف الياسري
» Free DVD to PSP Converterبرنامج يحول اي فيديو DVDالي اي صيغة أخري بكل سهولة وسرعة
الأربعاء نوفمبر 02, 2011 9:54 am من طرف بهاء نجم
» منتدى كلية الطب بجامعة الفرات
السبت أكتوبر 29, 2011 11:00 am من طرف golden messi
» أحقر بني البشر في الكون عامة ( ممنوع دخول اصحاب القلوب الضعيفة )
الأحد أكتوبر 23, 2011 12:33 pm من طرف ريما