طبقة غبارية كثيفة تجتاح دمشق ..الصحة تنصح بتدابير وقائية والمرور بتأجيل السفر

تشكلت صباح اليوم الأحد طبقة كثيفة من الغبار غطت سماء دمشق وأعاقت الرؤية وشكلت خطرا على المواطنين الذين يعانون من أمراض رؤية ومشاكل في الجهاز التنفسي والأطفال تحت سن الخامسة، كما سببت بعض الصعوبات لدى سائقي السيارات في المدينة، وذلك بسبب حجب الرؤية بشكل جزئي جرّاء الغبار الذي انتشر في كل مكان.


مخاطر صحية محتملة
وفيما يتعلق بالمخاطر الصحية المتوقع أن تسببها هذه الطبقة قال رئيس دائرة الرعاية الصحية في مديرية صحة دمشق د.زياد دقماق لسيريانيوز" تحول الجو في دمشق إلى ما يسمى بالسديمي، وهو بالتأكيد محمل بغبار الصحراء، وهذا الغبار سيخلق بالتأكيد مشاكل صحية عند البعض عند استنشاقه، حيث سيسبب تخرشات للجهاز التنفسي لديهم".
وعن الأشخاص الأكثر عرضة لهذه المخاطر أوضح دقماق" أكثر من يتأثر من هذه الغبار هم الأطفال دون سن الخمس سنوات، خاصة ممن لديهم مشاكل في المناعة، كما سيكون عرضة لهذه المخاطر الأشخاص الكبار بالعمر ما فوق السبعين عام، بالإضافة طبعا للمريضين الذين يعانوا من مشاكل في الجهاز التنفسي، ومريضي الربو، وذلك بسبب تأثير هذا الغبار على النسيج الرئوي، ما يدفع لإتباع بعض الإجراءات الوقائية تحسبا من مواجهة هذه المخاطر".

المدخنون ومرضى الصدر أكثر عرضة
وحول مدى الخطورة المحتمل وطرق مواجهتها قال" عند مريضي الربو وغيرها من الأمراض كالأمراض التحسسية الصدرية والالتهابات المزمنة على مستوى القصبات الرئوية والتوسع القصبي، قد يعانوا من مرض تنفسي ساد وفي مثل هذا الجو يمكن أن يصابوا بنوبات حادة تستدعي أخذهم إلى المشفى".
وفيما إذا كان هناك بعض التأثيرات على المواطنين السليمين (اللذين لا يعانوا من هذه الأمراض التنفسية) أوضح الدكتور دقماق" بالطبع التأثيرات ستكون شاملة، ولكنها على درجات مختلفة وذلك على حسب سلامة الجسد، حيث سيكون التأثير اكبر على الأشخاص المدخنين اكثر من غير المدخنين، وذلك كون الجهاز التنفسي عند المدخن أضعف من غيره، بسبب تعرضه لرض متكرر، بالإضافة إلى كون جهاز التنظيف الذي خلقه الله في الجسم(جهاز الفلترة) يكون ضعيف لدى المدخنين، ما يجعله أقل مساهمة في "فلترة" الغبار عند استنشاقه".

نصائح للوقاية
وفيما يتعلق بالنصائح التي يجب أن يتبعها المواطنين لعدم تعرضهم لمخاطر صحية ريثما تذهب موجة الغبار أشار مدير الرعاية الصحية د.دقماق" بشكل عام ننصح أصحاب الأمراض الرئوية والتنفسية بعدم الخروج من منازلهم قدر الإمكان ريثما تمر هذه الموجة، وفي حال الاضطرار يجب الاستعانة بكمامة ورقية أو "ماسك" (قناع) لمحاولة فلترة الهواء المستنشق، كما يجب مراعاة عدم إخراج الأطفال الصغار في هذا الجو بسبب ضعف مناعتهم رغم قدرتهم على التأقلم، وفي هذا الجو يجب على الجميع الوقاية منه وليس أصحاب الأمراض فقط".
وعن جهوزية المشافي في هذا اليوم قال" بالطبع سيزداد معدل استقبال الأمراض في الأقسام التنفسية بالمشافي وأقسام الإسعاف، هذا ما جعلنا نرفع الجهوزية في كافة المشافي، وبكافة الأحوال الجهوزية موجودة بشكل دائم على مستوى الأمراض التنفسية والصدرية، ما يبقي الأمر تحت السيطرة".

مشاكل من نوع آخر
من جهة أخرى شكلت طبقة الغبار الكثيفة في سماء دمشق بعض المشاكل لدى السائقين في الشوارع، وذلك بسبب صعوبات في الرؤية، ما يهدد بازدياد الحوادث المرورية.
وفي متابعة سيريانيوز لحالة الطقس والمشاكل الناتجة عنه، تابعت إجراءات شرطة مرور دمشق، حيث قال رئيس فرع مرور محافظة دمشق العميد عبد المعطي صالح لسيريانيوز" الوضع تحت سيطرتنا، رغم وجود بعض المخاطر جراء انتشار طبقة الغبار الكثيفة في السماء، ولكن لغاية الآن لم ينتج عنها حوادث كبيرة تذكر".

ضرورة الحذر أثناء القيادة
وعن الإجراءات الوقائية لحماية السائقين من الحوادث المرورية أوضح رئيس فرع المرور" يوجد مادة في قانون السير وهي رقم(17)، حيث تقول بأنه يجب على السائق أن يكون حذرا عند صعوبة الرؤية، حيث يكون مجبرا على تخفيف سرعة مركبته لعدم إيقاع الأذى بنفسه وبالآخرين، وذلك ممكن أن يكون ناتج عن الضباب أو رؤية غير كافية بسبب الغبار في الجو كالذي يحدث اليوم، كما يجب على السائق إشعال الأنوار وتشغيل "الفليشر" الرباعي وذلك لجعل مركبته واضحة الرؤية للآخرين كما تساعد مصابيح مركبته على رؤية الطريق بشكل أوضح".
ويتابع" في حال تطور الوضع وأصبحت الرؤية معدومة أو شبه معدومة، على السائق الانتباه إلى الخطوط المرسومة في منتصف الطريق إذا كان ذهابا وإيابا، أو على جانبيه".

وضع مسامير فسفورية على الطرقات
وفيما يتعلق بخطوات اتبعها فرع المرور في هذا اليوم قال" تم وضع مسامير فسفورية عل بعض الطرقات وذلك لتظهر للسائق حدود الشارع الخارجية أو المنصفة له، لتجنيبه من الوقوع بمشاكل في القيادة بسبب صعوبة الرؤية الناتجة عن انتشار الغبار بكثرة".
وعن تقديره لخطورة الطقس على القيادة قال العميد صالح" الوضع لغاية الآن لا يشكل خطورة حقيقية، حيث أن الرؤية ما زالت بدرجة المعقول في المدينة، ولم ينتج لغاية الآن حوادث تذكر، لكن المخيف في الأمر أن تزداد كثافة طبقة الغبار ما تؤثر على السفر بين المحافظات، حيث ستشكل بالتأكيد مشكلة كبيرة، وذلك لعدم القدرة على كشف الطريق بوضوح".

تأجيل السفر إن أمكن
ونصح رئيس فرع المرور المسافرين "بتفقد مساحات الزجاج، للمساعدة في إزالة الغبار عنه، وذلك مع الابتعاد عن استخدام (بخاخ الماء) لعدم تحويله إلى طين ما يصعب إزالته وتشكيله غباشة تعيق رؤية السائق، مع إلغاء رحلات السفر في حال عدم الضرورة حتى زوال هذه الطبقة، والقيادة بأمان".
وختم العميد عبد المعطي صالح بقوله" نتمنى على المواطنين عند اضطرارهم الوقوف بسبب الأحوال الجوية بان لا يتوقفوا ضمن المعبد، لضرورة استمرار حركة السير، وإذا اضطر الأمر فعليهم أن يقفوا خارج الطريق لضمان سلامتهم وسلامة الآخرين وحفاظا على انسيابية حركة السير".

مصدر الغبار شبه الجزيرة العربية
وفيما يتعلق بالمناطق التي تأثرت بطبقة الغبار المنتشرة تابعت سيريانيوز الموضوع مع المتنبئ في مديرية الأرصاد الجوية زكريا العيسى وقال" طبقة الغبار هذه أتت من الجنوب الشرقي أي من شبه الجزيرة العربية، وأكثر المناطق تثرا فيها هي المناطق الشرقية مثل دير الزور كما شملت المناطق الجنوبية كدمشق ودرعا، ولكن الأكثر تأثرا هي محافظة دير الزور، حيث تتحول الرؤية إلى شبه معدومة نتيجة الغبار".

لا علاقة بعاصفة درعا
ونفى المتنبئ زكريا ارتباط طبقة الغبار في العاصفة الرملية التي تعرضت لها محافظة درعا منذ أيام وقال" عند وجود رياح مع قدوم المنخفض الجوي يكون عاملا مسببا لعاصفة رملية، وفي مدينة دمشق لا توجد أية رياح حيث أن الجو تحول إلى سديمي، فما حصل بدرعا لا علاقة له بدمشق".

مرتفع جوي بعد زوالها
وحول مدة زوال طبقة الغبار أوضح عيسى"الوضع الحالي سيستمر حتى ظهر يوم الغد الاثنين، كما أن وقت الزوال سيبدأ من مساء اليوم وحتى الصباح" مشيرا " أن الطبقة ستزول فقط عن مدينة دمشق حيث أنها باقية في المنطقة الشرقية وخاصة دير الزور".
وعن الحالة التي سيشهدها الطقس بعد زوال الطبقة الغبارية قال المتنبئ في الأرصاد الجوية" عند ذهاب الطبقة الغبارية وتبددها سيبدأ المرتفع الجوي وذلك بسبب حدوث انحسار، ما سيؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة، لكن لن تصل إلى الدرجات العالية التي مرت سابقا، حيث ستصل غلى 36 أي أعلى من المعدل بـ 3 إلى 4 درجات".